كشفت شركة آي بي إم عن توصلها لتطوير شريحة إلكترونية تم تصميمها كي تعمل بطريقة مُشابهة لطريقة عمل دماغ الإنسان، ويأتي تطوير الشريحة بناءً على تجارب كانت الشركة قد بدأتها في العام 2011.
وقالت الشركة ان الشريحة التي أطلقت عليها اسم TrueNorth مزودة بـ 4,096 نواة معالجة، وتُحاكي عمل مليون خلية عصبية في دماغ الإنسان و 256 مليون من نقاط الاشتباك العصبي، وهما عنصران رئيسيان يُشكلان البناء الحيوي للدماغ.
وهذا يعني بحسب الشركة بأن الشريحة تستطيع تشفير البيانات وكأنها أنماط نبضية، وهو الأسلوب الذي يعتقد علماء الأعصاب بأن الدماغ يُخزن المعلومات بواسطته. وذكر البروفيسور “كارفر مايد” في الورقة البحثية التي نشرتها الشركة بأن معالجات الكمبيوتر التقليدية لا تستطيع تشفير البيانات بهذه الطريقة، وبالتالي تجلب الشريحة تطورًا كبيرًا على طريقة عمل أجهزة الكمبيوتر.
وقامت آي بي إم باختبار قدرة الشريحة على أداء بعض المهام الذكاء الصنعي الشائعة، مثل تمييز الصور، ووفقًا للشركة تستطيع الخلايا العصبية ونقاط الارتباط العصبي الإلكترونية في الشريحة التعامل مع هذه المهام بالسرعة المعتادة مع استهلاك مُنخفض للطاقة مقارنةً بالشرائح الأخرى.
ولدى اختبار الشريحة على بعض مقاطع الفيديو، تمكنت من تمييز عناصر مثل الأشخاص وراكبي الدراجات والسيارات والحافلات والشاحنات بدقة تصل إلى 80 بالمئة.
وقال “دارميندرا موداه” المُشرف على المشروع بأنه لا يوجد أي مُعالج حسابي أو رسومي ولا أي جهاز كمبيوتر هجين يمكن أن يصل ولا إلى جزء بسيط مما وصلت إليه الشريحة المصممة لتقديم نتائج فورية مع التوفير في استهلاك الطاقة.
ورغم أن الشريحة ما زالت تجريبية، إلا أن آي بي إم تعتزم استخدام هذه التقنية لتحقيق ثورة بمجالات عدة مثل الخدمات السحابية وأجهزة الكمبيوتر الخارقة والهواتف الذكية، ووصفت الشركة الشريحة بأنها “جهاز جديد لعصر جديد”.