جندي الصاعقة مزواد مسعود يروي جانباً من حربي الاستنزاف واكتوبر 73
رابح سعدان زارنا في معسكرات التدريب وقدَّم لنا هدايا
طاهر حليسي (من تحقيقات الشروق اليومي الجزائرية )2013
جندي الصاعقة مزواد مسعود صورة: (الشروق)
أحرقنا ما بين 15 و20 دبابة إسرائيلية في معارك طاحنة
يكشف جندي
الصاعقة مزواد مسعود المدعو بولحية المنحدر من منطقة عين جاسر ولاية باتنة
أن الرئيس الراحل هواري بومدين ألقى خطابا في الجنود الجزائريين المتهيئين
للذهاب للقتال في الجبهة المصرية شهر أوت 1968 وكان خطابا مؤثرا حينما قال:
"إذا استشهدتم ستزغرد عليكم النساء الجزائريات وإذا عدتم أحياء فتصبحون
مثل مجاهدي ثورة 1954".
وقبل أن ينتقل الجنود الجزائريون لأرض المعركة زارهم الشاب رابح
سعدان، المدرب السابق للفريق الوطني، وكان يؤدي خدمته العسكرية وقدَّم لهم
أمواس حلاقة وصابوناً وحلويات قبل أن يلتقط صورة معهم .
يقول المتحدث أنه شاهد غداة وصول الطلائع لمنطقة فايد الطائرات
المصرية من نوع ميغ 17 وميغ 21 محروقة في مدرجات المطار بعد الضربة
المباغتة للطيران الإسرائيلي الذي حسم أموره في ستة أيام انتجت سياسيا
ونفسيا مفهوم نكسة 5 جوان 1967.
وطيلة فترة وجوده هناك شهد الجندي بولحية معارك طاحنة واشتباكات
مستمرة بينها اشتباك دام ثلاث ساعات كاملة تمكنت خلاله المدفعية الجزائرية
عيار 155 ملم و122 ملم التي كان يقودها المدعو بودماغ مسعود من تدمير 5
بطاريات للجيش الإسرائيلي، في حين أصيب مدفع جزائري تحت اشراف الجندي
جملاوي بكسر وقد شاهد بأم عينيه طائرة سكا يهوك تهاجم موقعا لهم قرب
الدفرسوار وقد تبعها الجندي طاهري أحمد من ولاية البيض برشقات دقيقة
وإصابته بطلقة عيار 23 ملم اطلقت من الطائرة في جلدة الرأس فسلخته تماما
غير أنه لم يمت.
يتذكر الجندي بعض ما علمه هناك مُطالبا المؤرخين بتوثيق هذه
الوقائع مثل سماعه بخبر وقوع أكبر مجزرة عسكرية ذهب ضحيتها أكثر من 500 رجل
صاعقة مصري و500 جندي صاعقة اسرائيلي في معركة لم يُستخدم فيها سوى السلاح
الأبيض ودون طلقة واحدة، كما هاجم الجزائريون طائرة اسرائيلية من نوع
سكايهوك ونجم عن ذلك أسر طيار إسرائيلي، في حين تمكن فوج يقوده بوترعة
مسعود من نقاوس ولاية باتنة من تدمير مركز إسرائيلي، غير أن أكبر إنجاز
يتذكره الشاهد في المنطقة التي عمل بها هي انقاذ المدفعية الجزائرية
المضادة للطيران المتمركزة في جبل عبيد مركز زكرياء المصري بعدما اندلعت
مواجهات عنيفة بدأتها مباغتة أربع طائرات سكاي هوك اسرائيلية للموقع غير أن
المضادات الجزائرية أطلقت وابلا من القذائف عليها اضطرتها للفرار وتوقيف
الهجوم مؤكدا لولا ذلك التدخل لسقط المئات من الضباط والجنود المصريين
المتواجدون بالمركز.
وخلال مشاركته الثانية في حرب 1973 رغم اصابته بجرح في حروب
الاستنزاف سنوات 1968 و1969 يؤكد الشاهد أن اللواء الثامن المدرع لعب دورا
حاسما في نجدة الجيش المصري الثالث المحاصَر، كما حققت الدبابات الجزائرية
انتصارا واضحا على الجيش الإسرائيلي شرق فايد والسويس بإحراق ما بين 15 و20
دبابة إسرائيلية، مؤكدا أن سُحب الدخان والنيران المشتعلة كانت شاهدة على
تحويلها لأشلاء جراء عدة كمائن نفذها المقاتلون الجزائريون.
|