اللواء المصري كمال عامر يتحدث لـ"الشروق" عن حرب أكتوبر 37
القوات الجزائرية أدت دورها في حرب 06أكتوبر بأعلى درجات الأداء
أجري الحوار : شجيع حمدي (من تحقيقات الشروق اليومي الجزائرية)2013
2013/10/16
اللواء المصري كمال عامر
صورة: (ح.م)
الرئيس هواري بومدين ذهب الى روسيا و ترك لهم صكا على بياض تحت متطلبات مصر
كان رده
الترحيب الشديد عندما اتصلنا به وعلم أن الحديث لجريدة جزائرية وأنه سيدور
حول الجزائر، فقد عبر لنا عن حبه الشديد لهذا البلد وشعبه بعبارات حب ومودة
والتي كانت منها "الجزائر وشعبها في قلوب المصريين".. إنه اللواء أركان
حرب كمال عامر في حرب السادس من أكتوبر وحد أبطالها، والذي تقلد
عدة مناصب ومنها قائد الجيش الثالث الميداني ومدير
المخابرات الحربية، وكان محافظا لمرسى مطروح وأسوان وكذلك
عضو لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس
الشورى المُحل بعد إنقلاب 3 جويلية على مرسي، وحاليا
هو رئيس تحرير مجلة "الدفاع"، ومستشار مدير أكاديمية
ناصر العسكرية.
سيادة اللواء، منذ متى بدأ التعاون بين مصر والجزائر والحروب التى وقفت مع بعضها جنباً إلى جنب؟
التعاون المصري الجزائري بدأ منذ ثورة الجزائر ضد المحتل الفرنسي، حيث
كان هناك تعاون بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأحمد بن بلة وكانت
تُعقد اجتماعات قيادة الثورة الجزائرية في القاهرة بقيادة أحمد بن بلة،
فكان الدعم المصري موجه للجزائر بشكل قوي وقت ثورتها ضد الاحتلال
الفرنسي، وبعد استقلال الجزائر ونجاح ثورتها، أرسلت مصر
نواة القوات البرية والبحرية والجوية إلى الجزائر،
فالجزائر معروفة ببلد النضال وهي توصف دائماً ببلد
المليون ونصف مليون شهيد.
الجزائريون دائماً لهم سمات خاصة فهم رجال وجادون ومنضبطون ولهم أخلاق حميدة
بعد ذلك في الجبهة لما بدأ الاستعداد للحرب كانت هناك قواتٌ جزائرية
وقوات سودانية ومن البلاد العربية المختلفة، كانت تقوم بمهام دفاعية في
الجبهة، وأنا قائد الجيش الثالث الميداني جاء إليّ قائد مدفعية جزائري فترة
الاستعداد لحرب 73، جاء لطلب تحديد الموقع الذي سيشارك فيه ويتمركز
فيه أثناء الحرب متشوقاً للقتال.
وماذا عن مشاركة الجزائر في حرب أكتوبر 73 وذكرياتك عنها؟
في خلال مرحلة الإعداد لحرب السادس من أكتوبر، كان هناك تنسيق بين مصر
والأمة العربية بأكملها وكانت الجزائر أحد البلدان المساهمة في الإعداد
للمعركة، وأتذكّر حرب 73 لأنني عشتها وحاربتُ فيها، أنه كانت للجزائر مواقف
بطولية.
أول موقف أنها قامت بإرسال جزء من جيشها بعد بداية الحرب، وعلمت من
هؤلاء الجنود أن الرئيس هواري بومدين قد إلتقاهم قبل سفرهم إلى مصر وقال
لهم كلمتين "أنتم أمامكم حلان أما النصر أو الشهادة" وهذا كان موقفا عظيما
للجزائر، أما الموقف الثاني فكان الرئيس بومدين يتابع الموقف أولاً بأول مع
الرئيس السادات، وأذكر أنه في أحد المواقف القومية البارزة للجزائر كان
هناك تأخر في مقدم بعض التسليحات والذخائر من روسيا، والتاريخ يسجل في
الإتصال الهاتفي بين الرئيس السادات والرئيس الجزائري، ذهب في اليوم التالي
الرئيس هواري بومدين إلى روسيا وواجه القادة السوفييت وقال
لهم "أنا مستعد لأنْ أعطيكم صكا على بياض لأي شيىء
أو متطلبات تحتاجها مصر حتى تستكمل أهداف حربها"، وهذا
أيضاً كان موقفا بطوليا كبيرا.
بإعتبارك رجلا عسكريا وأحد
أبطال حرب أكتوبر، كيف ترى هذه الوقفة التي وقفتها
الجزائر مع مصر في حربها ضد العدو الصهيوني؟
الدعم العسكري الجزائري كان له تأثيرٌ طيب في سير حرب أكتوبر 73
أريد القول إن الجزائر ومصر دولتان شقيقتان، للجزائر في مصر كل المودة
والاحترام وأيضاً في قلوبنا للجزائر والشعب الجزائري، وأنا أتحدث إليك وأنا
مدير في أكاديمية نصر العسكرية العليا بعدما أنهيت خدمتي العسكرية، جزء
كبير من القادة الجزائريين يأتون لإستكمال دراساتهم العليا في الأكاديمية
وكنت مشرفا على أحد الدارسين اسمه العقيد مسعود الأطرش، الجزائريون دائماً
لهم سمات خاصة فهم رجال وجادون ومنضبطون ولهم أخلاق حميدة ولديهم روح قومية
ووطنية، فالجزائر من البلاد الشقيقة الغالية على مصر جداً وهي وأبناؤها في
قلب مصر.
كيف كان أداء القوات الجزائرية ومدى تأثير هذا الدعم على الحرب؟
القوات الجزائرية كانت بطلة قامت بأداء مهامها على أعلى درجة من
الأداء، وكانت تحارب جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة المصرية وحققت كل
مهامها المطلوبة منها، وكان لهذا الدعم تأثيرٌ طيب جداً وكل هذه المعركة
نجحت لأنه كان فيها سمات مختلفة وهي قومية المعركة، لأنها كانت أول
حرب ساهمت فيها كل الدول العربية سواء باستخدام سلاح
البترول أو بتشغيل الجبهة الشرقية أو بتنسيق مصر مع
سوريا أو بمشاركة كل القوات العربية المشتركة التي ساهمت
في هذه الحرب.